ملخص
توسعت في الأسابيع الماضية الغارات الإسرائيلية بشكل بات يطاول مناطق في العمق اللبناني... فهل بات لبنان أقرب إلى الحرب الشاملة؟
لم تعد المعارك بين إسرائيل و"حزب الله" محدودة كما بدأت بعد عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في غزة، فالغارات الإسرائيلية التي كانت تقتصر في البداية على بلدات حدودية جنوبية، توسعت تباعاً في الأشهر والأسابيع الماضية وطاولت مناطق في العمق اللبناني مثل بلدة الغازية قرب صيدا، والقصف المتكرر على بعلبك والبقاع، مما عده كثيرون خروجاً واضحاً وعلنياً عما يعرف بـ"قواعد الاشتباك".
فهل بات لبنان قاب قوسين من الحرب الشاملة، خصوصاً في ظل تصريحات إسرائيلية لمسؤولين عسكريين تدعو إلى إعلان الحرب، لعل آخرها كلام توجه به وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، قال فيه "الجيش مسؤوليتك ولنبدأ بالرد والهجوم على لبنان والحرب الآن".
خوف اللبنانيين من الحرب الشاملة
يقول الكاتب والرئيس التنفيذي لشركة "ستاتيستكس ليبانون" ربيع الهبر في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إن التساؤلات عن الحرب الشاملة في لبنان هي في مكانها اليوم، فاللبنانيون خائفون، ولبنان دخل منذ أحداث السابع من أكتوبر في دوامة الحرب، وتابع "صحيح أن المعارك القاسية تحصل بثقلها في الجنوب، لكن البلد بأسره بات يطاوله القصف في الجنوب وفي بلدات قرب صيدا، وكذلك البقاع وتحديداً بعلبك، الخوف هنا يكمن بتوسع دائرة الاشتباك، وأن تطاول معها مناطق أخرى بعيدة من خط القتال الرئيس ومن المناطق الحامية بالجنوب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يتوقف كذلك الهبر عند الأضرار التي شهدتها المناطق اللبنانية جراء المعارك الأخيرة، ويكشف عن أن هناك 9 آلاف وحدة سكنية مدمرة في الجنوب اللبناني، إلى جانب ملياري دولار حصيلة الأضرار حتى الساعة. وعن تطور الحرب الحالية يقول إنه من الممكن تتوسع في أية لحظة، فأية حادثة غير مضبوطة أو رد فعل غير مضبوط قد يؤدي إلى حرب شاملة والانزلاق إلى صراع غير محسوب النتائج.
يتذكر الهبر أنه في عام 2006 توسعت الحرب، لأن الحدث الذي حصل وهو اختطاف جنود إسرائيليين، وكان هناك خوف لدى تل أبيب من إخراجهم إلى مناطق بعيدة، ولذلك استهدفوا الجسور لإبقاء المعارك ضمن إطار جغرافي محدد، وهذا ما لم يحصل حتى اللحظة.
ويختم بالتشديد على أن الخوف يكمن أيضاً في أن يكون قرار توسع الحرب اتخذ، وهذا قرار إقليمي كبير، ويقول "الخوف هو أن يدفع لبنان ثمن هذا القرار بشكل كبير، وتكون نتيجته كارثية على الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي في لبنان".